اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 129
فرفع ثميرة وأخوه إلى وال في قتل، فقتل أخاه وأطلقه احتقارا له، فلما أجنّه الليل، عمد إلى السيف الذي قتل به أخاه فتيمّم به الوالي، وهو يقول [الكامل]
لله درّك ما أردت لثائر ... حرّان ليس عن التراب براقد
أحقدتم ثم اضطجعت ولم تنم ... أسفا عليك وأين نوم الحاقد
فقال له الوالي: ويلك يا ثميرة، اقتل أخي كما قتلت أخاك واستبقني، فقال: كلا والله إنك قتلت أخي استكبارا، وتركتني احتقارا. ثم قتله، وانصرف إلى أهله، فخطبه النساء ورغبن فيه، فقال: لا أفعل حتى أفي بنذر أخي، فمضى إلى عبد الله بن جعفر [1] ، فقصده حتى نحر ثمانين بدنة.
[قضاء ابن بيض]
نازع هشام بن عبد الملك [2] مسلمة بن عبد الملك [3] في بيت من الشعر، فقال له مسلمة [45 و] : بيني وبينك ابن بيض، قال: وأين هو؟ قال:
بالباب، قال: فادخلوه، وأنشد البيت، وأخبر بقولهما، فقال: من يقول بقولك يا أمير المؤمنين أكثر ممن يقول بقوله، فقال: قضى لي وربّ الكعبة، فقال مسلمة: بل قضى لي ورب الكعبة، فقال هشام: وكيف؟ قال يزعم أنّ الجهّال أكثر من العلماء، فقال: أكذلك يا ابن بيض؟ قال: كذاك قال مسلمة. [1] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي: صحابي، ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبوه إليها، كان كريما يسمى (بحر الجود) ، وللشعراء فيه مدائح، وكان أحد الأمراء في جيش علي يوم (صفين) توفي بالمدينة سنة 80 هـ.
(الإصابة ت 4582، فوات الوفيات 1/209، ذيل المذيل ص 32) . [2] هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم: من خلفاء الأمويين، كان حسن السياسة، يباشر الأمور بنفسه، توفي سنة 125 هـ. (الطبري 8/284، ابن الأثير 5/96، ابن خلدون 3/80- 130) . [3] مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم: أمير من بني أمية بدمشق، له فتوحات مشهورة، توفي بالشام سنة 120 هـ (نسب قريش ص 165، دول الإسلام 1/62، تهذيب التهذيب 10/144) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 129